سجّلت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا منتصف تعاملات اليوم الإثنين، بالتزامن مع صعود الأوقية في البورصة العالمية، وسط تراجع في أداء الدولار الأمريكي وترقب للأسواق بشأن نتائج المحادثات التجارية الجارية بين واشنطن وبكين، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة».
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب المحلية ارتفعت بنحو 20 جنيهًا مقارنة بإغلاق تعاملات السبت الماضي، ليبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4680 جنيهًا، فيما صعدت الأوقية عالميًا بقيمة 27 دولارًا لتسجل 3337 دولارًا.
وسجل الجرام عيار 24 مستوى 5349 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4012 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجرام عيار 14 حوالي 3120 جنيهًا، وسجّل الجنيه الذهب 37440 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بقيمة 60 جنيهًا، إذ افتتح الجرام عيار 21 عند 4600 جنيه، ولامس 4720 جنيهًا، قبل أن يغلق عند 4660 جنيهًا. أما الأوقية العالمية، فقد بدأت تعاملات الأسبوع عند 3290 دولارًا، وبلغت ذروتها عند 3403 دولارات، واختتمت عند 3310 دولارات.
وأشار إمبابي إلى أن التراجع الطفيف في مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% جعل الذهب المقوّم بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى، ما ساهم في دعمه خلال تداولات اليوم.
ويأتي هذا التحرك في ظل اجتماعات تُعقد في لندن بين مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة والصين، لمناقشة الرسوم الجمركية المتبادلة وقيود التجارة المفروضة مؤخرًا، بعد اتفاق الطرفين في وقت سابق على هدنة مؤقتة خففت من حدة التوترات التجارية.
ويُعد الذهب من أبرز الملاذات الآمنة خلال فترات الضبابية السياسية والاقتصادية، كما تزداد جاذبيته في بيئة انخفاض أسعار الفائدة لكونه لا يوفر عائدًا مباشرًا.
على الصعيد الاقتصادي، أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكية إضافة 139 ألف وظيفة خلال مايو، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2% وارتفاع الأجور، ما يقلل من فرص خفض قريب في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
ومن المنتظر أن تصدر هذا الأسبوع بيانات التضخم الأمريكية، التي من شأنها أن تلعب دورًا حاسمًا في تحديد توجهات السياسة النقدية للفيدرالي، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، وضعف أداء الدولار.
ومن المقرر أن تعلن لجنة السوق المفتوحة بالبنك الفيدرالي الأمريكي قرارها بشأن أسعار الفائدة خلال اجتماعات يومي 17 و18 يونيو الجاري.
ويرى بعض المحللين أن أي انفراجة مفاجئة في الملفات السياسية أو توقيع اتفاقات تجارية قد يشكلان ضغطًا على أسعار الذهب ويدفعانه للهبوط، رغم استمرار الطلب الاستثماري القوي عليه.
ويعزز من هذا الطلب استمرار مشتريات البنوك المركزية حول العالم، خاصة من قبل الصين، حيث أعلن البنك المركزي الصيني عن إضافة نحو طنين من الذهب إلى احتياطياته في مايو، في سابع شهر على التوالي من الشراء، ليصل إجمالي المشتريات منذ بداية العام إلى 17 طنًا، فيما بلغ إجمالي الاحتياطي 2296 طنًا.
وقدرت قيمة احتياطي الذهب الصيني بنهاية مايو بـ241.99 مليار دولار، مقارنة بـ243.59 مليارًا في نهاية أبريل، بحسب بيانات بنك الشعب الصيني.
يُذكر أن الذهب كان قد بلغ مستوى قياسيًا تاريخيًا فوق 3500 دولار للأوقية خلال أبريل الماضي، ما رفع من قيمة الاحتياطيات حينها.
وكان البنك قد أوقف شراء الذهب لمدة ستة أشهر العام الماضي، بعد 18 شهرًا متواصلة من الشراء، لكنه استأنف التراكم مجددًا في نوفمبر، تزامنًا مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتترقب الأسواق خلال هذا الأسبوع صدور عدد من المؤشرات الاقتصادية الأمريكية الهامة، في مقدمتها مؤشر أسعار المستهلكين يوم الأربعاء، يليه مؤشر أسعار المنتجين وطلبات إعانة البطالة يوم الخميس، ثم مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيجان يوم الجمعة.