في تطور مثير للاهتمام في أسواق المعادن النفيسة، البنك المركزي السعودي قد أجرى استثمارات بقيمة تصل إلى حوالي 40.4 مليون دولار في صناديق متداولة مرتبطة بالفضة خلال الربع الثاني من عام 2025؟
هذا الاستثمار يشمل شراء حصة في صندوق iShares Silver Trust (SLV)، الذي يُعتبر أحد أكبر الصناديق المتداولة في البورصة (ETF) المرتبطة بالفضة، بالإضافة إلى صندوق Global X Silver Miners ETF (SIL)، الذي يركز على أسهم شركات التعدين الفضي، ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذا الاستثمار ليس بالضرورة إشارة إلى خطة لإعادة تسييل الفضة كعملة، كما يتكهن بعض المتداولين، بل هو جزء من إدارة أصول صندوق الثروة السيادية السعودي.
تفاصيل الاستثمار:
- في صندوق SLV: اشترى البنك المركزي السعودي 932,000 سهم بقيمة 30.578 مليون دولار، يعتمد هذا الصندوق على الاحتفاظ بالفضة المادية الفعلية في خزائن لندن لتتبع سعر الفضة الفوري.
- في صندوق SIL: تم شراء 203,700 سهم بقيمة 9.8 مليون دولار، وهو صندوق يستثمر في شركات التعدين العالمية المتخصصة في الفضة.
- الإجمالي: حوالي 40.4 مليون دولار، وفقًا لمستندات 13F المقدمة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC). تم تقديم هذا المستند من قبل مامياء كوافو-أكوتو، شريكة في شركة A&O Shearman LLP، التي تقدم استشارات لصناديق الثروة السيادية والبنوك المركزية.
رغم أن هذا الاستثمار يُعتبر إيجابيًا لسوق الفضة ويشير إلى زيادة الطلب الاستثماري، إلا أنه يُشكل جزءًا صغيرًا نسبيًا من محفظة الصندوق السعودي، على سبيل المثال:
- حيازة SLV أقل من سدس حجم حيازة الصندوق في صندوق Energy Select Sector SPDR Fund (XLE)، الذي يبلغ 183.2 مليون دولار.
- كما أنها حوالي خُمس حجم تخصيص الصندوق لصندوق SPDR S&P 500 ETF Trust (SPY)، بقيمة 130.1 مليون دولار.
السياق والتكهنات:
أثار هذا الاستثمار جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة على منصة X (تويتر سابقًا)، حيث يرى بعض المتداولين أنه خطوة نحو “إعادة تسييل” الفضة كعملة احتياطية، مستلهمين من شراء روسيا للفضة الفعلية.
على سبيل المثال، نشر حساب @WSBGold تغريدة تقول: “HUGE: Saudi Central Bank steps into $SLV. After decades of only buying Gold, central banks are now turning to Silver.”
وفي السياق العربي، نشر حساب @Slamat640421849: “البنك المركزي السعودي يدخل بقوة ضمن قائمة أكبر الملاك لحصة في أضخم صندوق ETF متخصص في تداول #الفضة.”
ومع ذلك، يحذر المحللون من المبالغة، مشيرين إلى أن البنوك المركزية تفضل شراء المعادن المادية إذا كانت تهدف إلى احتياطيات نقدية.
في مؤتمر LBMA للمعادن النفيسة 2024، أكد ممثلو البنوك المركزية في منغوليا والتشيك أن الفضة “متقلبة جدًا” لتكون معدنًا نقديًا، أما البنك المركزي المكسيكي، فهو يحتفظ ببعض الفضة بسبب أهمية صناعة التعدين في اقتصاد البلاد، حيث تُعد المكسيك أكبر منتج للفضة عالميًا.
روسيا هي الدولة الوحيدة التي أعلنت شراءً نشطًا للفضة، مع خطط لإنفاق 51 مليار روبل (حوالي 535.5 مليون دولار) على مدى ثلاث سنوات لتعزيز احتياطياتها من المعادن النفيسة، بما في ذلك الفضة ومعادن مجموعة البلاتين.
التأثير على أسعار الفضة:
حاليًا، تبقى أسعار الفضة محصورة دون 39 دولارًا للأوقية، لكن المحللين يتوقعون اختراقًا قريبًا نحو 40 دولارًا أو أعلى، مدعومًا بزيادة الاهتمام الاستثماري.
هذا الاستثمار السعودي يُضيف وقودًا إلى هذه التوقعات، خاصة مع تحول بعض البنوك المركزية من الذهب فقط إلى الفضة. ومع ذلك، يُنصح بالحذر، حيث يُشير التقرير إلى أن الاستثمار جاء عبر صندوق الثروة السيادية، لا كسياسة احتياطية رسمية.