تُعد صناعة الألماس الخام واحدة من أكثر الصناعات تركزًا وغموضًا في العالم، حيث تهيمن عليها شركات تعدين كبرى، وتتم غالبية عمليات البيع في أسواق مغلقة أو عبر عقود طويلة الأجل، ما جعل الحصول على بيانات دقيقة وشفافة لأسعار الألماس الخام أمرًا صعبًا لعقود.
في ظل هذه الفجوة، أطلق المحلل المتخصص بول زيمنسكي عام 2014 مؤشره الخاص المعروف باسم Zimnisky Global Rough Diamond Price Index، والذي بدأ تتبعه فعليًا منذ نهاية 2007 بقيمة أساسية قدرها 100 نقطة، والهدف كان إنشاء أداة اقتصادية مستقلة تُعطي صورة موضوعية عن حركة أسعار الألماس الخام الطبيعي عالميًا.
منهجية المؤشر
يعتمد المؤشر على بيانات من:
-
السوق الأولية: المبيعات المباشرة من شركات التعدين عبر عقود طويلة الأجل.
-
السوق الثانوية: المزادات والمناقصات وتداولات التجار.
-
كما يأخذ في الاعتبار العلاقة مع أسعار الألماس المصقول وأسهم شركات التعدين، نظرًا لارتباط ربحيتها المباشر بسوق الخام.
المؤشر يقيس التغير السعري بنظام like-for-like أي مقارنات متكافئة لنوعية وأحجام الألماس، ويُعبر عن الأداء بالدولار الأمريكي.
أهمية المؤشر
-
الشفافية: لأول مرة أصبح هناك مقياس علني يتابع التغيرات الدورية في أسعار الألماس الخام، وهو ما لم يكن متاحًا من قبل بسبب الطبيعة المغلقة للسوق.
-
أداة للمستثمرين: يوفر مرجعًا مهمًا لصناديق الاستثمار والمحللين الماليين لتقييم اتجاهات السوق.
-
قياس الأداء الصناعي: يُستخدم من قِبل شركات التعدين، تجار المجوهرات، وحتى الحكومات في متابعة تأثير الأسعار على الإيرادات والاقتصاد.
-
التوازن مع الأسواق الأخرى: يشبه إلى حد كبير مؤشرات النفط أو الذهب، لكنه يغطي مجالًا ظل لفترة طويلة بعيدًا عن أعين المستثمرين التقليديين.
يُعتبر المؤشر اليوم أداة لا غنى عنها لفهم ديناميكيات سوق الألماس العالمي، خصوصًا مع صعود المنافسة من الألماس المصنع في المختبر، كما أنه يسلط الضوء على مدى حساسية الصناعة تجاه المتغيرات الاقتصادية الكبرى، مثل الطلب في الأسواق الناشئة أو سياسات العرض من الشركات المهيمنة.
مؤشر زيمنسكي لم يعد مجرد أداة تحليلية، بل تحول إلى مرجع أساسي لصناعة الألماس العالمية، يساعد على كشف اتجاهات الأسعار في سوق طالما عُرف بالسرية وقلة الشفافية.