قال أحمد فهيم، المحلل الاقتصادي، إن الأسواق العالمية بدأت تداولاتها هذا الأسبوع بزخم ملحوظ في شراء الذهب، إذ استيقظت الأسواق الأوروبية على موجة شراء قوية دفعت المعدن الأصفر إلى تسجيل مستوى قياسي جديد عند 3630 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس حجم الإقبال المتزايد على الذهب كملاذ آمن وسط الضبابية التي تسيطر على المشهد الاقتصادي العالمي.
مفاجأة من البنك المركزي المصري
أوضح فهيم أن التطور اللافت محليًا جاء من البنك المركزي المصري الذي فاجأ الأسواق بتراجع سعر الدولار بنحو 48.25 قرشًا، أي أكثر من 40 قرشًا منذ بداية الأسبوع.
وأكد أن هذا التراجع يمثل انعطافة مهمة في مسار العملة الأجنبية، خاصة وأن الدولار كان قد بلغ مؤخرًا مستويات مرتفعة تُعد أقصى حد له في الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن الجنيه المصري يبدو الآن في وضع يسمح له باختبار مستوى 48 جنيهًا، مع احتمالية بدء رحلة تصحيحية نحو 47 جنيهًا حال نجاحه في تثبيت استقراره عند هذه المستويات، وهو ما قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوازن في سوق الصرف.
جمود في السوق المحلي للذهب
أما عن أسعار الذهب داخل السوق المحلية، فأكد فهيم أن الوضع يختلف تمامًا عن الساحة العالمية، إذ ما زالت الأسعار تتحرك في نطاق ضيق يتراوح بين 4840 و4860 جنيهًا لجرام الذهب عيار 21، في ظل استمرار أزمة نقص السيولة لدى تجار الذهب، وهو ما يحول دون انعكاس موجة الارتفاعات العالمية بشكل كامل على السوق المحلية.
وأضاف أن تجار التجزئة يواجهون تحديات كبيرة في توفير السيولة، مما يحد من حجم التداول ويجعل السوق المحلي في حالة من الجمود، على الرغم من الارتفاعات المتتالية على المستوى الدولي.
ترقب للأسواق الأمريكية
وتابع فهيم أن الأنظار تتجه الآن إلى الأسواق الأمريكية التي ستفتح تعاملاتها خلال الساعات المقبلة، باعتبارها العامل الحاسم في تحديد المسار القادم للذهب، فإذا واصل المستثمرون هناك موجة الشراء بالزخم ذاته، قد نشهد استمرار الصعود وربما مستويات جديدة قياسية. أما إذا ظهرت مفاجآت في التداولات الأمريكية، فقد تتغير بوصلة الأسعار عالميًا.
قراءة في المشهد الاقتصادي
من جانبه، يرى فهيم أن المشهد يعكس حالة من التباين بين الديناميكية العالمية والجمود المحلي، حيث يتحرك الذهب بقوة على الساحة الدولية مدفوعًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وتزايد التوترات الجيوسياسية، بينما يظل السوق المحلي رهينًا بعوامل داخلية أبرزها نقص السيولة وتذبذب سعر الصرف.
وختم المحلل الاقتصادي بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستكون حساسة، إذ إن أي تطور في السياسة النقدية الأمريكية أو تحركات جديدة للبنك المركزي المصري قد يحدد ملامح أسعار الذهب محليًا وعالميًا خلال الفترة المتبقية من العام.