أكد طاهر مرسي، المحلل الاقتصادي، أن السؤال الذي يتكرر مع كل موجة صعود للذهب: “هل حان وقت البيع؟” يعد في غير محله، بل وقد يكون مضللًا، خصوصًا بالنسبة لمن اقتنوا الذهب بغرض حماية مدخراتهم من تآكل قيمة العملة المحلية وارتفاع معدلات التضخم، وليس بدافع المضاربة أو الاستثمار قصير الأجل.
وأوضح مرسي أن بيع الذهب عند أي مستوى مرتفع لا يعني انتهاء موجة التضخم أو استعادة القوة الشرائية للعملة الورقية، مشيرًا إلى أن المعدن الأصفر غالبًا ما يعاود الصعود مجددًا، لأن العوامل التي دفعت المستثمرين لشرائه لم تتغير بعد، ولن تتغير على المدى القريب.
وتساءل: “هل سيكون شراء الذهب مرة أخرى من مستوى أقل أمرًا سهلًا؟” ليجيب بأن احتمالية الهبوط الكبير تبقى ضعيفة مقارنة بفرص استمرار الاتجاه الصاعد، في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الراهنة التي تميل كفتها لصالح مزيد من الارتفاع.
وأضاف أن البيع في هذه المرحلة ينطوي على مخاطرة مرتفعة قد تنتهي بخسارة، حتى وإن شهد الذهب تراجعًا مؤقتًا، إذ أن العائد من إعادة الشراء قد لا يكون مجزيًا. ونصح من يحتفظون بالذهب كوسيلة للتحوط من التضخم أن يتعاملوا معه كمدخراتهم النقدية في البنوك، باعتباره النسخة الأكثر أمانًا لتلك المدخرات.
وشدد مرسي على أن بيع الذهب لا ينبغي أن يتم إلا عند الضرورة القصوى وحين تكون هناك حاجة فعلية للسيولة، لافتًا إلى أن المضاربين المحترفين لا يطرحون أصلًا مثل هذا السؤال، لأنهم يمتلكون القدرة على تحديد توقيتات الشراء والبيع بدقة.