في قلب مملكة ليسوتو الصغيرة، حيث يقع منجم Letseng الشهير، أحد أبرز المناجم الأفريقية لإنتاج الماس الكبير وعالي الجودة، تتكشف قصة جديدة تعكس عمق الأزمة التي يمر بها قطاع الماس العالمي، فمع استمرار الضغوط على الأسعار وتراجع الطلب في الأسواق الرئيسية، وجدت الشركة المالكة نفسها مضطرة إلى اتخاذ قرار صعب بتسريح 20% من العمالة، أي ما يقرب من 240 عاملًا.
أزمة ممتدة في السوق
منجم ليستينج “Letseng”، الذي طالما اشتهر بجواهره النادرة، لم يسلم من التباطؤ الحاد في سوق الماس العالمي، فالطلب تراجع في الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للألماس، بينما تزايدت المنافسة من الألماس المصنع معمليًا، الذي جذب مستهلكين كثر بأسعاره المنخفضة مقارنة بالماس الطبيعي، هذه التطورات جعلت السوق أقل ربحية، ودَفعت إدارة المنجم لتقليص النفقات عبر خفض العمالة.
خسائر مالية كبيرة
الشركة الأم Gem Diamonds أعلنت أن نتائجها للنصف الأول من عام 2025 جاءت صادمة: خسارة قدرها 11.7 مليون دولار، بعد أن كانت قد سجلت أرباحًا بنحو 2.1 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.
وتراجعت الإيرادات بنسبة 42%، متأثرة بانخفاض متوسط سعر القيراط إلى 1,008 دولار فقط، أي أقل بنحو 26% مقارنة بالعام السابق.
إنتاج أقل وقيمة أقل
الأزمة لم تقتصر على الأسعار فقط، بل شملت الإنتاج أيضًا، إذ تراجع من 55,873 قيراط في النصف الأول من 2024 إلى 47,125 قيراط في الفترة نفسها من 2025، ولمواجهة هذه الظروف القاسية، اضطرت الشركة إلى تخفيض قيمة المنجم بما يقارب 10.7 مليون دولار، وهو مؤشر إضافي على صعوبة الأوضاع السوقية.
مستقبل غامض
المحللون يرون أن قرار تسريح العمالة ليس سوى انعكاس لما هو أعمق: أزمة ممتدة تهدد صناعة الماس عالميًا، فإذا استمرت الأسعار عند مستوياتها الحالية، قد نشهد مزيدًا من عمليات التقليص، وربما إغلاق بعض المناجم الأقل ربحية.
قصة منجم “Letseng” لا تقتصر على تسريح مئات العمال، بل هي مرآة لوضع عالمي تتقاطع فيه تحديات السوق التقليدية مع تهديد الألماس المصنع معمليًا، ومعضلة الطلب العالمي الضعيف.