شهدت الفضة موجة تقلبات حادة، بعدما تعرضت لضغوط بيع جديدة عقب صعودها إلى مستوى 54 دولارًا للأوقية مع قرب ختام تعاملات الخميس
وخلال الجلسات السبع الماضية، تمكنت الفضة من تعويض جميع خسائرها التي تكبدتها في موجة الهبوط الحاد الشهر الماضي، والتي هوت خلالها الأسعار بنسبة 16% خلال أسبوعين.
قفزت الفضة الفورية إلى 54.39 دولارًا للأوقية؛ إلا أن السوق لم يتمكن من الحفاظ على مكاسبه، حيث تعرض لضغوط بيع قوية مع بداية جلسة التداول في أمريكا الشمالية، وتُتداول الفضة الفورية حاليًا عند 52.75 دولارًا للأوقية منخفضة بنحو 1% خلال اليوم.
ورغم أن حركة السعر الحالية تشكّل نموذج قمة مزدوجة مهم، إلا أن المعنويات في السوق ما تزال تميل إلى التفاؤل، وقال جيم وايكوف، كبير محللي السوق في Kitco.com، إنه يرى هذا الهبوط نتيجة عمليات جني أرباح طبيعية.
وقال فؤاد رزاق زاده، محلل الأسواق في FOREX.com، إنه يتوقع أن يقبل المستثمرون على شراء الفضة عند الانخفاضات.
وأوضح:”قد يكون هذا إشارة خاطئة، لذلك يجب الحذر قبل التوصل إلى أي استنتاجات. القمة المزدوجة دون كسر خط العنق ليست إشارة هبوطية قوية بحد ذاتها، لكنها تُعد تحذيرًا للمشترين المتأخرين، على الأقل، يجب أن تكسر الفضة مستوى 50 دولارًا وتغلق دونه كي أتحول إلى رؤية هبوطية حادة.”
من جانبه، قال نيك كولي، محلل الأسواق في Solomon Global، إنه لا يرى أي أضرار فنية كبيرة في حركة الفضة الحالية.
وأضاف:”صحيح أن نموذج القمة المزدوجة قد يكون سلبيًا، لكني لا أرى أي إشارة هبوطية على الرسم البياني اليومي، تأكيد القمة المزدوجة يتطلب كسر خط العنق عند 47 دولارًا، ثم القاع الأخير عند 45.50 دولارًا، الرسم البياني اليومي يُظهر سبع قمم وقيعان صاعدة، كما أن مؤشر MACD اتجه نحو الأعلى.”
ويرى محللون أن قطاع المعادن النفيسة بأكمله يستفيد من تزايد التوقعات بأن تباطؤ الاقتصاد سيدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض الفائدة الشهر المقبل وخلال 2026.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك:”المستثمرون يتجهون بشكل متزايد إلى الأصول الملموسة ذات المعروض المحدود مع تصاعد المخاوف الاقتصادية، خاصة في الولايات المتحدة، حيث سيعود التركيز مجددًا إلى مشكلة الدين العام مع إعادة فتح الحكومة.”
وقد تفوقت الفضة بشكل واضح على الذهب في موجة التعافي الأخيرة، ليهبط نسبة الذهب إلى الفضة إلى أدنى مستوى في خمسة أسابيع عند 79.59، ويشير بعض المحللين إلى أن الفضة تستفيد من أساسيات قوية بوصفها معدنًا نقديًا وصناعيًا معًا، خاصة بعد إدراجها في قائمة المعادن الحيوية للولايات المتحدة لعام 2025.
وفي مقابلة حديثة مع كيتيكو نيوز، قال ماثيو بيجوت، مدير الذهب والفضة في ميتالز فوكس Metals Focus، إنه حتى لو تباطأ الاقتصاد العالمي، فسيظل الطلب الصناعي على الفضة قويًا بما يكفي لدعم الأسعار.
وأوضح أن ارتفاع الطلب الصناعي أدى إلى عجز في المعروض خلال السنوات الخمس الماضية، ولا يُتوقع أن يتغير ذلك قريبًا. وأضاف أن الاقتصاد العالمي يحتاج إلى تباطؤ كبير جدًا كي ينخفض الطلب الصناعي بما يسمح بتحقيق توازن واسع في السوق.
أما ديفيد موريسون، كبير محللي السوق في ترد نيشن Trade Nation، فقال إن الفضة لا تزال تمتلك الكثير من الإمكانات، لكن على المستثمرين الانتباه إلى تقلبها العالي.
وأضاف:”مؤشر MACD اليومي ارتفع بقوة، ما يشير إلى زخم صعودي قوي. لكن بالنظر إلى حجم وسرعة الارتفاع الأخير، هناك مخاوف من احتمال حدوث تراجع جديد. وفي كل الأحوال، تثبت الفضة مرة أخرى أنها الشقيق المشاغب للذهب.”
وقال محللون في تي دي سيكويرتيز TD Securities إنهم لا يتوقعون أن تمتلك الفضة الزخم الكافي لتسجيل مستويات قياسية جديدة، واصفين الارتفاع الحالي بأنه شراء فني قصير الأجل.
وأوضحوا:”تم تمديد عقود فروق الأسعار في الجلسة الماضية، ما خفف الضغوط على السوق مؤقتًا، ورغم أن هذه التدفقات كانت فنية، إلا أنها رفعت الأسعار نحو أعلى مستوياتها على الإطلاق — فهل يشعل ذلك موجة مضاربة جديدة في المعادن النفيسة؟
لا توجد سوابق تاريخية كثيرة يمكن الاستناد إليها، وفي أي من الحالات السابقة لم يؤد هذا النمط إلى موجات شراء كبيرة خلال الشهر التالي.”















































































