شهدت منطقة القاهرة التاريخية خطوة جديدة تعيدها إلى قلب المشهد الثقافي، بعد توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق التنمية الحضرية ومؤسسة عزة فهمي لتنمية الصناعات الحرفية واليدوية، بحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، تمهيدًا لإنشاء مركز ثقافي وتدريبي متكامل في درب اللبانة، بالتوازي مع انطلاق فعاليات مهرجان الفسطاط الشتوي 2025.
يأتي المشروع ضمن خطة ضخمة لإحياء النسيج العمراني والتراثي في محيط القلعة ودرب اللبانة، وتحويل المنطقة إلى مركز رائد للحرف التقليدية والفنون اليدوية.
مركز على مساحة 2370 مترًا وبطابع معماري تراثي
يقام المركز داخل مبنى تابع لصندوق التنمية الحضرية بمساحة بنائية تبلغ نحو 2370 مترًا مربعًا مقابل بيت المعمار المصري، وقد صُمم عبر فريق متخصص في العمارة التاريخية ليحافظ على الهوية التراثية للمنطقة المدرجة ضمن مواقع اليونسكو.
وسيضم المركز قاعات للمعارض والمحاضرات، وورشًا للتدريب، ومناطق مخصصة لخدمات الحرفيين، بالإضافة إلى استوديوهات إقامة للفنانين العالميين ومنافذ لعرض وبيع المنتجات التراثية.
عزة فهمي.. من خان الخليلي إلى مشروع ثقافي رائد
يرتكز المشروع على خبرة المصممة العالمية عزة فهمي، التي بدأت مسيرتها المهنية داخل ورش خان الخليلي كأول امرأة تتقن صياغة الحُلي وسط الحرفيين الرجال، قبل أن تطلق علامتها التجارية التي أصبحت واحدة من أبرز دور المجوهرات في الشرق الأوسط، مع حضور لافت في لندن والرياض وعواصم أخرى.
وتواصل مؤسسة عزة فهمي اليوم هذا الإرث عبر تدريب وتأهيل جيل جديد من الحرفيين، مع تطوير الصناعات التراثية بأساليب تجمع بين الأصالة وروح التصميم المعاصر.
شراكة بين الدولة والمجتمع الثقافي
أكد رئيس الوزراء أن مذكرة التفاهم تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين الدولة والمجتمع الثقافي لإحياء الحرف التقليدية وتحويل القاهرة التاريخية إلى «متحف مفتوح» يعيد لهذه الفنون حضورها ويضمن انتقالها للأجيال القادمة.
من جانبه، أوضح المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية، أن المركز الجديد سيكون نقطة انطلاق لإحياء درب اللبانة كأحد أهم محاور مشروع تطوير القاهرة التاريخية واستعادة مكانتها الثقافية.
مشروع تطوير شامل لدرب اللبانة
تندرج مبادرة إنشاء المركز ضمن خطة تطوير موسعة تشمل ترميم المباني القديمة، تحديث المرافق، إعادة تنظيم الحركة بالأزقة التراثية، وتحسين البيئة العمرانية في محيط القلعة وحديقة تلال الفسطاط، بما يحوّل المنطقة إلى مقصد ثقافي وسياحي يدعم الاقتصاد الإبداعي ويوفر فرص عمل جديدة للحرفيين.
تعزيز اقتصاد الصناعات الإبداعية
يركز المشروع على دمج الحرف التقليدية ضمن منظومة الاقتصاد الإبداعي، بما يعزز الصادرات ويدعم الهوية التجارية «صُنع في مصر»، مستفيدًا من خبرة مؤسسة عزة فهمي في تحويل التراث إلى منتجات ذات قيمة عالمية.
خطوة تُمهّد لتجارب مماثلة
وتشير التقديرات إلى أن هذا النموذج مرشح للتوسع في مناطق تاريخية أخرى، عبر إنشاء مراكز تجمع بين التعليم والإنتاج والعرض والإقامة الفنية، ليشكل أحد أعمدة استراتيجية إحياء القاهرة التاريخية حتى عام 2030.















































































