تُبرز مشتريات بنك الشعب الصيني من الذهب تحولًا لافتًا في سوق المعدن النفيس، حيث تُظهر البيانات استمرار الطلب بوتيرة مستقرة، وإن كان عند مستويات أقل من السابق، ويرى محللون أن هذا الطلب من البنوك المركزية يُتوقع أن يستمر في تشكيل أرضية سعرية للسوق، بما يدعم موجة الصعود الحالية.
وبحسب بيانات احتياطيات النقد الأجنبي المُحدّثة في بداية الشهر، قال كريشان جوبول، كبير محللي منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بمجلس الذهب العالمي، إن البنك المركزي الصيني اشترى نحو طنين من الذهب خلال شهر أغسطس.
وبذلك يواصل البنك الصيني سلسلة مشترياته للشهر العاشر على التوالي، بعد توقف دام ستة أشهر في العام الماضي.
وأوضح جوبول في منشور له أن الاحتياطيات الرسمية للصين من الذهب تبلغ حاليًا 2,302 طن، إلا أنها لا تزال تمثل أقل من 7% من إجمالي احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي.
ورغم استمرار الصين لاعبًا نشطًا في سوق الذهب، تُظهر البيانات أن وتيرة الشراء قد تباطأت، حيث تراجعت إلى أكثر من النصف مقارنة ببداية العام، التي كانت بالفعل أقل بكثير من مستويات أوائل عام 2024.
قال فيليب نيومان، العضو المنتدب في Metals Focus، إن ارتفاع أسعار الذهب قد يؤثر على وتيرة المشتريات من البنوك المركزية، لكنه أضاف أن تلك البنوك أقل حساسية لمستويات الأسعار مقارنة بالمستثمرين التقليديين.
يُذكر أن أسعار الذهب تحركت الشهر الماضي في نطاق ضيق حول 3300 دولار للأوقية، قبل أن يكسر المعدن الأصفر موجة من التماسك استمرت خمسة أشهر ويواصل تحقيق زخم قوي، حيث سجل الذهب الفوري آخر تداول عند 3650 دولارًا للأوقية.
من دون الإشارة إلى برنامج شراء محدد لأي بنك مركزي، أكد نيومان أن وتيرة الشراء قد تتباطأ، لكنه لا يتوقع انتهاء هذا التوجه في أي وقت قريب.
ويُجمع المحللون على أن “تسليح الدولار الأميركي” وتزايد الشكوك حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسيًا، يدفعان البنوك المركزية لمواصلة تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار.