كشف تقرير “رؤى المستهلكين الإندونيسيين” الصادر عن مجلس الذهب العالمي أن الذهب يُعد ثاني أكثر الأصول شيوعًا بين المستثمرين الإندونيسيين بعد حسابات التوفير مباشرة.
وقد ارتفعت جاذبيته بشكل كبير كأداة رئيسية لتحقيق المرونة المالية والتحوط في ظل تزايد عدم اليقين الاقتصادي وتوقعات بتباطؤ نمو الأجور، وقد أظهر الذهب تفوقه بوضوح كأفضل الأصول أداءً في البلاد، حيث حقق، المقوّم بالروبية الإندونيسية (IDR)، عائداً قدره 32% في عام 2024، واستمر في التفوق في عام 2025 (حتى تاريخه) بعائد مضاعف بلغ 44%.
لقد تفوق الذهب على جميع فئات الأصول الرئيسية الأخرى، بما في ذلك الأسهم الآسيوية والعالمية والأسهم والسندات الإندونيسية. يأتي هذا الأداء القوي في وقت تشير فيه المؤشرات إلى أن نمو الأجور في إندونيسيا يظهر علامات تباطؤ في عام 2025، مما يعكس ضعفاً محتملاً في دخل الأسر ويعزز جاذبية الذهب كأصل وقائي.
يؤكد المستثمرون الإندونيسيون على أن الدافع الأساسي لمدخراتهم واستثماراتهم هو إنشاء “صندوق طوارئ في أوقات الحاجة، الذهب يتناسب تمامًا مع هذه الأهداف، حيث يمتلكه 67% من المستثمرين في شكل ما. وقد أثبت الذهب أنه يمنح المستثمرين شعوراً بـ”التفاؤل حيال المستقبل” و”الأمان” و”اتخاذ خيار آمن”.
كما يعبر المستثمرون عن ثقتهم في أن الذهب سيكتسب قيمة على المدى الطويل، خاصة الأشكال المادية منه، أما بالنسبة للأشكال المادية للذهب مثل سبائك وعملات الذهب والمجوهرات، فيبلغ متوسط مدة الاحتفاظ بها 6 سنوات.
وبينما يتم الاحتفاظ بصناديق الذهب المتداولة (ETFs) والأوراق المالية الأخرى لفترة أقصر (متوسط 4 سنوات) ، وتستخدم بشكل خاص للتحوط من العملة، وبالنسبة للمستثمرين الذين سبق لهم الاستثمار، فإن “سهولة البيع”، و”التقلب المنخفض”، و“سهولة الشراء” كانت الأسباب الثلاثة الرئيسية لاختيارهم للذهب.
على الرغم من ارتفاع شيوع الذهب، فإن تقرير مجلس الذهب العالمي يُسلط الضوء على أن التعليم والمعلومات هما العائقان الرئيسيان أمام المستثمرين الجدد، ومن بين الذين لم يستثمروا قط في الذهب، يقر 20% بأنهم “لا يعرفون ما يكفي عن كيفية إدارة استثمارات الذهب”.
أما بالنسبة للمستثمرين الذين توقفوا مؤخرًا عن شراء الذهب (في الـ 12 شهراً الماضية)، فكانت الأسباب الرئيسية هي أن “الأسعار أصبحت أكثر تكلفة” وعدم توفر المال للاستثمار.
ويؤكد التقرير على أهمية الذهب في المحافظ الاستثمارية الحديثة من خلال خصائصه في تنويع المخاطر، فالذهب يُظهر ارتباطًا ضعيفًا جدًا أو سلبيًا مع مؤشر جاكرتا المركب (JCI) عندما تنخفض الأسهم بأكثر من انحرافين معياريين ، مما يؤكد دوره في توفير الحماية للمحفظة في الأزمات.
ومع بقاء الأسر الإندونيسية تركز على المرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية ، يظل الذهب، بقيمته الراسخة كأصل سيولة وأمان وحماية للعملة، عنصراً حيوياً في استراتيجياتهم المالية.
















































































